"نيويورك تايمز": الجوع واليأس يدفعان الملايين للهجرة صوب الولايات المتحدة

"نيويورك تايمز": الجوع واليأس يدفعان الملايين للهجرة صوب الولايات المتحدة

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الملايين في أمريكا اللاتينية يغادرون أوطانهم بأعداد غير مسبوقة منذ عقود، والعديد منهم يتوجه صوب الولايات المتحدة نتيجة أزمات الجوع والشعور باليأس من الوضع الاقتصادي.

وذكرت الصحيفة أنه في حين أن الهجرة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة طالما كانت متقلبة، إلا أن وباء كورونا والركود الذي أعقبه قد أضرا بأمريكا اللاتينية ربما أكثر من أي مكان آخر في العالم، ما أغرق الملايين في حالة من الجوع واليأس، فقد تم القضاء على التقدم الذي أُحرز على مدار عقود في مكافحة الفقر الشديد، ووصلت البطالة على مستويات غير مسبوقة منذ عقدين. 

وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خنق خط إمداد رئيسي للحبوب والأسمدة وأدى على ارتفاع أسعار الغذاء.

وبحسب الصحيفة، فاقم العنف من الصدمات الاقتصادية، مع اندلاع الصراع بين الجماعات المسلحة في دول كانت سلمية نسبيا، واحتدامه في أماكن أخرى طالما اعتادت الإرهاب.

وفي ظل هذه الأحداث، شن المهربون والمهاجرون على حد السواء هجمات قوية عبر السوشيال ميديا، الكثير منها يعتمد على معلومات مضللة، والتي تشجع الناس على الهجرة إلى الولايات المتحدة.

تدفّق متوقّع للمهاجرين 

ستقوم الولايات المتحدة مساء الخميس برفع إجراء يقيّد الوصول إلى أراضيها منذ بداية الوباء، في تغيير يتسبّب في ارتباك وقلق لآلاف المهاجرين المحتشدين على الحدود مع المكسيك.

واعترف الرئيس جو بايدن بأنّ الوضع سيكون "فوضوياً".. كما حشدت الحكومة الفيدرالية "أكثر من 24 ألف عميل وفرد في قوات إنفاذ القانون" على الحدود، بالإضافة إلى 4 آلاف جندي، وذلك في محاولة للرد على تدفّق المهاجرين الذي سيتبع رفع هذا الإجراء.

ومن المتوقع رفع الإجراء المعروف باسم "المادة 42" عند الساعة 11,59 مساءً بتوقيت واشنطن (3,59 بتوقيت غرينتش الجمعة)، لكنّ عمليات عبور المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى الأراضي الأمريكية آخذة في الازدياد بالفعل، وذلك وفق ما يظهر في مدن براونزفيل ولاريدو وإل باسو الحدودية.

وقال أوسكار ليزر رئيس بلدية إل باسو: "سيكون ذلك صعباً، صعباً للغاية".. وأضاف: "لا نعرف ما سيحصل في اليوم التالي، لا نعرف ما سيحصل في الأيام العشرة المقبلة".

وأضاف ليزر أنّ مدينته إل باسو، وهي نقطة وصول كبرى، "تستعدّ للمجهول".

على الجهة الأخرى من الحدود، تنتظر مارتا بيريز القادمة من غواتيمالا، مع ابنتيها البالغتين سنتين و4 سنوات.. وتقول وهي تبكي، إنّ زوجها وأحد أبنائها قتلا، مضيفة أنّ ابنها المراهق يعيش بمفرده في الولايات المتحدة.

وتقول من سيوداد خواريز البلدة المكسيكية المواجهة لإل باسو: "اليوم، كلّ ما أريده هو عبور الحدود".

صعبة للغاية

اعترف وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس أنّه من المحتمل أن تكون "الأيام والأسابيع المقبلة.. صعبة للغاية"، مؤكداً أنّ السلطات تشاهد بالفعل "عدداً كبيراً من الوافدين في بعض الأماكن".

من جهتهم، يقابَل المهاجرون الذين يحتشدون في شمال المكسيك بإجراءات محيّرة، في مواجهة التغييرات في ترتيبات الهجرة وانتشار الشائعات من قبل المهرّبين والإجراءات المعقّدة عبر الإنترنت.

ويقول ميشال وهو فنزويلي على بعد نحو 300 متر من الحدود: “لا ندري ماذا يجري”، ويضيف: "إنهم يجعلون الأشياء أكثر صعوبة"، مدفوعاً بشعور بالإحباط بعد فشل آخر في أخذ موعد عبر تطبيق "سي بي بي" (CBP) على الهاتف المحمول.

في هذه الأثناء، يسارع البعض لعبور الحدود قبل مساء الخميس من أجل تقديم طلب لجوء، خوفاً من أنّ تغيير القواعد سيمنعهم من فعل ذلك لمدّة 5 سنوات.

ويأتي المهاجرون بشكل رئيسي من أمريكا اللاتينية وأيضاً من الصين وروسيا وتركيا.

سياسة هجرة 

أعطت "المادة 42"، التي من المفترض أن تحدّ من انتشار "كوفيد-19"، الفرصة للسلطات الأمريكية لإعادة جميع المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل فوري، بمن فيهم طالبو اللجوء، واستُخدمت هذه المادة 2,8 مليون مرة، خلال 3 سنوات.

قبل الحضور عند الحدود، يجب على طالبي اللجوء، باستثناء القصّر غير المصحوبين بذويهم، الحصول على موعد عبر تطبيق هاتفي وضعه حرس الحدود، أو يتم رفض حق اللجوء في إحدى الدول التي يتم عبورها خلال رحلة الهجرة.

كما سيُفترض أنّ طلبهم غير شرعي وقد يخضعون لإجراءات ترحيل معجّلة، تمنعهم من دخول الأراضي الأمريكية لمدة 5 سنوات.

وتحرص الإدارة الأمريكية الديمقراطية على عرض سياسة هجرة متوازنة، بينما يتّهم الجمهوريون الرئيس جو بايدن، المرشّح مجدّداً لانتخابات عام 2024، بتحويل الحدود إلى "غربال".

ومن أجل تشجيع القنوات القانونية للهجرة، خطّطت واشنطن لفتح مئة مركز في الخارج لدراسة الملفّات، ومن المخطّط فتح أول المراكز في هذا المجال في كولومبيا وغوتيمالا.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية